يتنزّل هذا الكتاب من الناحية التاريخية ضمن ما يعرف بالتاريخ الراهن أ والذي يتناول بالبحث أحداث تاريخية مازالت لم تمرّ عليها فترات زمنية طويلة، وقد جاء هذا الكتاب لدراسة أحداث شهر مارس 2016 في منطقة حسّاسة نسبيا وزادت حساسيتها بعد 2011 وهي منطقة بن قردان الحدودية الواقعة بين تونس وليبيا لمّا تعرضت المدينة يوم 07 مارس 2016 لهجوم إرهابي قوي وخطير تصدّت له قوات الأمن والجيش والأهالي ببسالة وأسقطت بالتالي مخططا كان يستهدف كل البلاد التونسية وحتى الجزائر.
يتزامن صدور هذا الكتاب مع مناسبة إحياء الذكرى الرابعة لملحمة بن قردان، ذكرى مارس 2016 التي مثّلت وقفة عز وشموخ استبسل فيها الأهالي والجنود والأمنيين في حماية تونس وشعبها من تتار العصر. وقد جاء ليكشف الأسرار والخفايا التي حفّت بهذه الملحمة التاريخية راصدا أحداثها وتطوراتها لحظة بلحظة مميطا اللثام عن عدة حقائق متعلقة بهذا الحدث الخطير والمفصلي في تاريخ تونس الراهن على غرار تهريب السلاح ونوعية الأسلحة، والتداخل الملتبس بين الإرهاب والتهريب، وكتيبة « البتار » التي هاجمت عناصرها المدينة، وطرق استقطابها للشباب ومخططها الخطير الذي كان يرمي إلى تأسيس إمارة على شاكلة ما حدث في مدينة الرقة السورية.
يكشف لنا هذا الكتاب تطور الأحداث لحظة بلحظة وخاصة هجوم 07 مارس 2016، وكيفية تعاطي القوات الحاملة للسّلاح مع المهاجمين ومواقف الأهالي من الإرهاب والإرهابيين وأبرز المواقف الوطنية والدولية من ملحمة بن قردان. كما يتناول المؤلف في هذا الكتاب تطورات الأوضاع السياسية في ليبيا منذ فيفري 2011 وتأثيراتها المباشرة على تونس وخاصة منطقة بن قردان الحدودية.