قبس من الذاكرة مذكرات ضابط أمن
40.00 د.ت
بتاريخها الضارب في القدم، بحضارتها العريقة، بأرضها الطيبة وشعبها الأبي، بقضيتها العادلة، بثورتها
المجيدة وبنضالها المشروع، تظل فلسطين على مر الأزمنة، علامة راسخة وموشومة بالوجدان العربي
عموما والتونسي على وجه الخصوص. وستظل ذاكرتي تحفظ شيئا من فلسطين. هذا الشيء انطلق ذات
خريف من سنة 1974 حيث كنت بمشيئة القدر أرافق رمزا من رموزها، صلاح خلف أبي إياد في مهمة من
أصعب المهام: التفاوض مع فدائيين اختطفوا طائرة وحطوا بها على أرض مطار تونس قرطاج.
بتاريخها الضارب في القدم، بحضارتها العريقة، بأرضها الطيبة وشعبها الأبي، بقضيتها العادلة، بثورتها
المجيدة وبنضالها المشروع، تظل فلسطين على مر الأزمنة، علامة راسخة وموشومة بالوجدان العربي
عموما والتونسي على وجه الخصوص. وستظل ذاكرتي تحفظ شيئا من فلسطين. هذا الشيء انطلق ذات
خريف من سنة 1974 حيث كنت بمشيئة القدر أرافق رمزا من رموزها، صلاح خلف أبي إياد في مهمة من
أصعب المهام: التفاوض مع فدائيين اختطفوا طائرة وحطوا بها على أرض مطار تونس قرطاج. ثم تأخذني
الأقدار من جديد لأتولى في منتهى السبعينات تدريب فرق من الأمنيين الشبان الفلسطينيين وآمل أن
أكون قد وفقت في أداء هذه المهمة. وستطول الرحلة بكل ما فيها من محبة ووفاء متبادلين مع القيادات
الفلسطينية حين استقر بهم المقام على أرض تونس الخضراء ضيوفا مكرمين بعد صمود بطولي
سيحفظه لهم التاريخ وسام شرف وعلامة فخر. فترة صاحبت فيها أحد عظام القرن العشرين الزعيم
شهيد الكرامة والإباء، ياسر عرفات ورافقت فيها صفوة من صحبه البررة ورفاق دربه النضالي فتوثقت
بيننا صلات صدق وإخلاص، انتشينا لبطولاتهم وانتصاراتهم ولحظات البهجة في حياتهم وتألمنا لأوجاعهم
وانكساراتهم وفترات الضيق التي ألقت بهم، فيهم من لبى نداء الشهادة وارتحل في عمليات الغدر والخيانة
والعدوان وفيهم من يواصل المشوار رغم المكائد والمؤامرات وفيهم من أن لهم أن يترجلوا لراية بقية العمر
فكانوا كلهم ذوي مروعة والتزام، ومعسم كلهم، رسمنا صورة ناصعة للأخوة، ستحفظها ذاكرتنا حيثما كنا
وأينما توجهنا فإنما ذاكرة الوطن
Vous devez être connecté pour publier un avis.
Avis
Il n’y a pas encore d’avis.