أمطار على أفريكا
18.00 د.ت
. »لا يمكن لقارئ أن يقرأها ويعبر دون أن تستفزّه القضايا الجريئة التي تثيرها .. عن الحبّ، عن الجنس، عن الطّبيعة البشريّة المتحوّلة عن التغييب وتحكم الأعراف بالذات الإنسانية. »
« لا يمكن لقارئ أن يقرأها ويعبر دون أن تستفزّه القضايا الجريئة التي تثيرها .. عن الحبّ، عن الجنس، عن الطّبيعة البشريّة المتحوّلة عن التغييب وتحكم الأعراف بالذات الإنسانية. »
أوصيكم بالحب فهو أهم بكثير من المعابد والمساجد والكنائس والهياكل وأوصيكم باليقظة وكشف حيل الزمن والنفس، فقد يكون المستقبل صادماً وربما تكتشفون مع الجميل أشياء أكثر سوءاً. فالكثير مما قيل ما هو إلا خدعاً ملونة براقة جميلة. احذروا من يحدّثكم عن الضوء ويعدكم بالجنان، بل تحسسوا أرواحكم وتأمّلوا الكون من حولكم وانشروا الحب داخلكم وخارجكم وأوقدوا قناديلكم الداخلية على الدوام واستمروا في خوض مغامرة الحياة. أحلام ووعود تقدّمها لنا الحياة، وتمرّ بنا السنين، دون أن نحقق منها شيئا ونكتشف متأخرين أن الحياة لم تعدنا بذلك، فلا وعود ولا ثبات في الحياة ولا في الأقدار. كم يؤلمني أن الناس ظلوا على ما هم عليه. ولعل ما يخفف عني هو هذا الكتاب الذي كتبته على فترات منقطعة من حياتي، والذي أوصي من يعثر عليه بعدي بنشره إن وافتني المنية ولم أقدمه للنشر. فالرجاء لكلّ من سيقرأ كتابي أن يقرأه كما تقرأ أمواج البحر وحفيف أوراق الشّجر أو تحليق الغمام الماطر أو قطرات المطر.
تحدّثت روضة الفارسي بكثير من التفاصيل، والتفاصيل عند الساردة كان أسلوبها المتعمد والذي أسّس لفنيات روايتها، وعادة ما تبعث التفاصيل الكثيرة الملل في القارئ وهو ما لم نلاحظه في رواية كبيرة الحجم نسبيا .. إذ أنّ روضة الفارسي لم تكتب روايتها بالقلم العادي وإنّما استلهمت من السينما تقنية Caméra Stylo والتّي بموجبها يصبح المكان والزمان والشخصيات صورة ومشهدا تصوّره من زواياه المختلفة وخاصّة غير الظاهرة. وهو ما قال عنه دكتور الأدب المقارن حمد الحاجي « روضة الفارسي نحّاتة ورسّامة .. فهي بنفس الوقت تعمل إزمير السّرد لتفتّت رخامة الحكاية وترسم لوحات تشكيليّة من المشاهد والصور لتعلن ولادة الرّواية الصورولوجيّة».
تعاملت الروائيّة مع الأحداث بلغة سينيمائية فقد طوّرت لغة السّرد العادي فكانت حروفها بمثابة العدسة التّي تلتقط الصور الكامنة وتحوّلها إلى صور ظاهرة محتواها تلك التفاصيل والأحداث المتتابعة التي لم تحتج فيها إلى التكثيف من الحوارات لتسريع السرد بل إلى تلك التقنية الذكية التّي تجاوزت بها الأساليب المعتادة في الكتابة والمعتمدة في الرواية الحديثة.
أمطار على أفريكا عودة إلى الرومانسيّة وأحاديث القلب واحتراق الرّوح العاشقة من الشّوق والاغتراب، لكن كلّ ذلك لا يجعلنا نصنّف الرواية على أنّها رواية رومانسيّة لأنّ هذا التّصنيف يظلمها ! فالرواية بما تطرحه من قضايا هامّة وبجلالة لغتها وباسلوبها المبتكر تصنّف ضمن الرواية الواقعيّة النقديّة، وليست الرومانسيّة فيها سوى مدخل للتأكيد على أن الحبّ قيمة إنسانية لا يحتاج تشريعات ولا قوانين توجهه وأن العرف إذا تدخل في وجدان وروحانيات الفرد شوهه وأفسده.
Vous devez être connecté pour publier un avis.
Avis
Il n’y a pas encore d’avis.