الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر 1/2

65.00 د.ت

المفيد في هذا الكتاب أن المخطوطات السرية التي تم الكشف عنها قد وثقت تفاصيل كثيرة من تقاليد وعادت العرب والمسلمين العالقين في إسبانيا من أجل الذاكرة الموريسكية وحفظا لها من الاندثار والنسيان تجاه موجة التنصير العاتية فجاءت هذه المخطوطات تتحدث عن العبادات وعن التصوف وعن الطب والصيدلة وعن التنجيم والسحر وحتى الشعوذة وتصور جانبا مهما من حياتهم ومعاملاتهم وأحاسيسهم ومشاعرهم وخوفهم وحزنهم وفرحهم كانت هذه المتون فضاء حرا للتعبير عن مجتمعهم الخفي وعن مجتمع يريدونه أن يبقى ويصمد رغم كل الصعاب ..

UGS : 9789938610307 Catégorie :
Description
كتاب الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر ( الموريسكيين )
والتاريخ يكتبه كذلك المنهزمون والمضطهدون والضعفاء
تحرير نوفل سلامة :
صدر منذ أيام قليلة كتاب مهم يتوقع أن يكون له شأن كبير في مستقبل الدراسات التاريخية التي اعتنت بقضية المسلمين الذين علقوا في إسبانيا بعد سقوط الأندلس على أيدي الجيوش المسيحية في الحروب التي عرفت بحروب الاسترداد وما حصل على إثرها من طرد وتهجير قصري للكثير من المسلمين الذين استوطن الكثير منهم بلدان شمال إفريقيا وما تبعه من اضطهاد ومعاناة وعذابات للبقية التي خيرت البقاء بعد قبولهم الدخول في الديانة المسيحية تحت الإكراه والتخلي القصري عن الدين الإسلامي حفاظا على حياتهم وعلى ممتلكاتهم ومع ذلك عاش هؤلاء العالقون في إسبانيا من المسلمين مأساة إنسانية لا مثيل لها في تاريخ الشعوب المضطهدة لا تقل مأساة عما حصل لليهود على يد هتلر في زمن ألمانيا النازية بل لعل ما حصل للمسلمين في إسبانيا على أيدي المسيحيين المتعصبين هو أخطر بكثير ومع ذلك ترفض إسبانيا إلى اليوم الإعتراف بتاريخها المظلم وما قامت به بحق المسلمين الموريسكيين وترفض الاعتذار عما حصل في حقبة من تاريخها على أيدي حكامها المسيحيين وقبولها رد الاعتبار للمسلمين العالقين الذين خيروا البقاء وعدم مغادرة موطنهم وتحملوا شتى أنواع الظلم والاضطهاد كان أخطرها انتصاب محاكم التفتيش التي بحثت في النوايا وأصدرت أحكاما بالإعدام والحرق في الساحات العامة بالشبهة والوشاية فكان أن عاش هؤلاء الموريسكيون سنوات عصيبة عرفت بسنوات المحنة والمعاناة والصبر على الجمر .
هذا الكتاب الحدث هو  » الأدب السري لمسلمي إسبانيا الأواخر ( الموريسكيين ) للكاتبة والباحثة المتخصصة في التاريخ الموريسكي البورتوريكية  » لوثي لوبيث بارالت  » جاء في مجلدين عدد صفحاته 1284 صفحة في طبعة أنيقة عن دار سوتيميديا للنشر والتوزيع قام بترجمته من الإسبانية إلى العربية المغربيان الدكتور محمد برادة والدكتورة نادية العشيري في حين تولى مراجعة المتن والتثبت من صحة التواريخ الدكتور حسام الدين شاشية والأستاذ ياسر سرحان وتبنى هذا المشروع المعرفي الباحث والعالم السعودي يحيى بن جنيد صاحب مركز البحوث والتواصل المعرفي الذي تكفل بكل نفقات الطباعة والترجمة والمراجعة وكتب مقدمته الدكتور عبد الجليل التميمي المتخصص في الدراسات الموريسكية والمتبنى بقوة وإيمان قضية المسلمين الإسبان الذين علقوا هناك بعد عملية الطرد والتهجير القصري الذي تعرض له المسلمون بالأندلس بعد سقوطها سنة 1492 م التاريخ الذي انهى ثمانية قرون من الحضور البارز للحضارة الاسلامية بالأندلس.
ونظرا لأهمية هذا الإصدار الجديد واعترافا للجهد الكبير الذي بذلته صاحبة الكتاب في الكشف عن وثائق لم تكن معروفة من قبل ومصادر جديدة عن حقيقة المأساة الموريسكية وتثمينا للجهد الذي بذلته المجموعة التي قامت بالترجمة والمراجعة والتدقيق واعترافا بالجميل لمن تكفل ماديا وحرص حتى أن يخرج هذا الإصدار الهام للقارئ العربي، نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات ندوة فكرية يوم السبت 28 ماي الجاري خصصتها لتقديم هذا الكتاب و تولت تأثيثها الدكتورة إيناس صحابو عن جامعة تونس صحبة الأستاذ رياض شنتير صاحب مؤسسة سوتيميديا للنشر والتوزيع تخللتها مداخلات عن بعد عبر تقنية زوم للمترجمة المغربية الدكتورة نادية العشيري والدكتور حسام الدين شاشية والأستاذ ياسر سرحان اللذان قاما بمراجعة الترجمة.
كلمة الدكتورة إيناس صحابو التي تولت تقديم الكتاب كانت تنويها بالعمل المعرفي الهام الذي قامت به الكاتبة والباحثة  » لوثي لوبيث بارالت  » بدحضها القاعدة التي ظلت لسنوات تحكم النظرة إلى كتابة التاريخ والتي تروج على أن تاريخ الشعوب والأمم يكتبه دوما المنتصرون ويكتبه السياسي الذي كسب المعركة وأثبتت من خلال كتابها هذا أن التاريخ كما يكتبه المنتصر يكتبه كذلك المنهزم والمضطهد وكل ضحايا القمع والتنكيل والظلم وهذا فعلا ما حصل مع المسلمين الأواخر ممن علقوا في إسبانيا إبان الطرد القصري والذين خيروا البقاء هناك بعد سقوط الاندلس على أيدي المسيحيين ومواجهة مصيرهم والدفاع عن وجودهم وهويتهم وتاريخهم في حركة تحدي ومغامرة خطيرة رغم حالة الضعف والاستضعاف التي كانوا عليها حيث اثبتت هذه الباحثة المهووسة بالتاريخ الموريسكي بعد كشفها عن مخطوطات قديمة غير معروفة ومتون كتبها موريسكيون خبؤوها وأخفوها في جدران وأسقف البيوت خوفا من بطش المسيحيين و تعرضهم للقتل والمحاكمات وهي وثائق هامة للغاية كتبت لتكشف عن وجه آخر للمعاناة التي عاشتها البقية المتبقية من المسلمين الذين اختاروا البقاء في الأندلس بعد الطرد وعن الوجه الحقيقي لإسبانيا المسيحية بعد سقوط آخر إمارة إسلامية بها وما حصل إثر ذلك من حركة تهجير وطرد هي الأكبر في تاريخ البشرية .