من هو الشاذلي قلالة؟
الشاذلي بن الحاج أحمد بن محمد قلالة، من مواليد فيفري 1898 بالمنستير، بحي» المدينة « قرب قصر الرباط.
انخرط في سلك الحركة الدستورية في سنة 1926.
قادة المعركة ضد التجنيس خاصةً في حوادث 7 أوت 1932 بالمنستير.
كان رئيساً للشعبة الدستورية بالمنستير من يوم تأسيسها في 23 جويلية 1933 إلى وفاته.
كان أول المنشقين مع بورقيبة عن اللجنة التنفيذية وهو الذي نظم مع رجال قصر هلال مؤتمر البعث الذي انعقد بدار عياد في 2 مارس 1934.
كان عضوا بالمجلس الملي للحزب الحر الدستوري الجديد منذ انبعاثه.
وفي سنة 1938 سجن في تونس ثم نقل مع الرئيس الحبيب بورقيبة إلى سجون فرنسا إلى عام 1943 حيث أطلق المحور سراح الجميع.
هاجر إلى المشرق اعوام 1953-1955 حيث قام بالمأموريات التي كلفه فخامة الرئيس بها في ليبيا ثم إلى الشرق.
سنة 1957 تحمل عدة مسؤوليات منها مساعد رئيس البلدية بالمنستير وعضو بالمحكمة الشعبية العليا.
توفي بالمنستير في 5 أكتوبر 1962.
مقتطفات من المقدمة
أثناء لقاء مع السّيّد أحمد بن الشاذلي قلالة والحديث معه حول والده المناضل الشاذلي قلالة قررت وضع مؤلّف حول المناضل الشاذلي قلالة، نظرا إلى ما يحظى به هذا الرجل من مكانة في تاريخ الحركة الوطنية التونسية، ولكنّه لم يكن معروفا بالقدر الكافي لدى عامة الناس.
إنّ من دوافع الاهتمام بشخصية المناضل الكبير الشاذلي قلالة، بلا شك، خصوصيّة الرجل ومسيرته الاستثنائية. فالغاية من هذا الكتاب التّعريف بهذا المناضل الذي كانت له مكانة خاصّة في الحركة الوطنية التونسيّة، واقترنت مسيرته بكفاح الزعيم الحبيب بورقيبة منذ العشرينات من القرن العشرين. ومن المفارقات أنّ رجلا بهذا المستوى لا نجد له أثرا في أغلب الكتابات إلا عرضا. ومن بين الأسباب، غياب الدراسات حول الهياكل الوسطى التي نشطت بين القواعد الحزبية والزعامات. وكان الشاذلي قلالة ينتمي إلى « الرعيل الأوّل » من هذه الفئة السياسية التي لم تقع دراستها بصفة ضافية حتى الآن، في حين أنها كانت الرّابط الأساسي بين الأجيال السّياسيّة، وربما اعتبرها البعض مسألة هامشية لا فائدة من تناولها أمام تاريخ « الزعماء« .
وقد عرف الحزب الحرّ الدّستوري التونسي (الذي تأسّس سنة 1920) انشقاقا مثّل قطيعة بين الأجيال عاشها الشاذلي قلالة بكلّ تناقضاتها عندما تأسّس الحزب الحر الدستوري الجديد في 2 مارس 1934 وكان من المساهمين في تأسيسه.
فمن هو الشاذلي قلالة؟ وهل مثّل جيلا معيّنا؟
سوف نتناول حياة الرجل باعتباره شخصيّة تاريخية لعبت دورا مهمّا داخل الجهاز الحزبي وخارجه بما قدمه من تضحيات في سبيل الوطن، فعاش في أغلب الأحيان بعيدا عن أهله وذويه يكابد الصعوبات. وسوف نبرز بالخصوص مختلف أوجه نشاط الشاذلي قلالة في علاقته بالزّعيم الحبيب بورقيبة، إذ تطورت مسيرته من النطاق المحلّي إلى النطاق الجهوي والوطني بحيث كان عضوا بالمجلس الملّي للحزب الحر الدستوري الجديد، إضافة إلى ترؤّسه للشعبة الدستورية بالمنستير منذ تأسيسها سنة 1933.
وقد اعتمدنا في هذا البحث على عدّة مصادر ومراجع واستعنّا بابنه السيد أحمد قلالة الذي تولى الإدلاء بشهادته حول والده وأمدّنا مشكورا بالأرشيف الذي احتفظت به عائلة الشاذلي قلالة، بما احتواه من رسائل من الحبيب بورقيبة إلى الشاذلي قلالة وإلى نجله أحمد الذي كان بدوره في علاقة وطيدة مع الزعيم، وسوف نبيّن أهمّية هذه الرّسائل وتواترها بين السنوات 1936 و1954، إضافة إلى بعض محاضر جلسات الشعبة الدستورية بالمنستير وشهادات أصدقاء الشاذلي قلالة في الكفاح ووثائق أخرى وصور. كما اعتمادنا على بعض الملفّات المحفوظة في الأرشيف الوطني التونسي وبعض الوثائق الفرنسية (وثائق الإقامة العامّة) ومؤلفات تهم الحركة الوطنية. وبخصوص المراجع، يمكن الاشارة إلى كتيّب عن الشاذلي قلالة نشرته كتابة الدولة للشؤون الثقافية والأخبار في شهر أكتوبر سنة 1963، بمناسبة الذكرى الأولى لوفاته، يحتوي على شهادات لرجال عرفوه عن كثب.
وما نلاحظه هو ندرة الدراسات الجامعية في هذا الموضوع، لعلّ أبرزها رسالة ماجستير بعنوان « الشاذلي قلاّلة: مسيرة مناضل وطني 1898 – 1962 » قدّمها الطالب سعيد صالح سنة 2015 بإشراف الأستاذ عادل بن يوسف (جامعة سوسة) ، جمع فيها معلومات أرشيفية وشهادات حول مسيرة المناضل الشاذلي قلالة، مبرزا أهم المحطات التي ميّزت مسيرته.
وقد قسّمنا هذا العمل إلى قسمين، يحتوي القسم الأول على التعريف بالرجل وذكر أهمّ محطات نشاطه، حسب التسلسل الزّمني. ويحتوي القسم الثّاني على الرسائل التي بعث بها الحبيب بورقيبة إلى الشاذلي قلالة وإلى نجله أحمد، وكذلك على رسائل موجهة إلى الشاذلي قلالة من بعض أصدقائه وأيضا شهادات بمناسبة ذكرى وفاته مع ادراج عديد الصور والوثائق النادرة.