خمسة دروس في التحليل النفسي

إن فهم علم النفس التحليلي يدفعنا أولا إلى ضبط المفهوم العام للعلم. وأن العلم يتمثل في دراسة قوانين المحسوسات. ونلمس من خلال هذا المفهوم القطيعة الجذرية بين « العلم القديم والعلم الحديث ». فالعلم كانت له قديماً منطلقات فلسفية ودينية. فكان تفسير الظواهر الحسية يعتمد أبعاداً ما ورائية الميثافيزيقية. أما العلم الحديث فهو لا يخرج عن البعد المادي الحسي. فهو يتمثل في دراسة قوانين العالم الحسي. ولا نقصد بما سبق أن العالم لا يتساءل عن المشاكل التي تطرحها نظرياته. ولكنه عندما يفعل ذلك يتجاوز العلم إلى الفلسفة. فإبن خلدون مثلاً يقف موقفا علمياً(تاريخياً) في كتاب العبر ولكنه يقف موقفا فلسفياً علومياً في مقدمته(مقدمة إبن خلدون). كذلك بالنسبة إلى العالم الفرنسي كلود برنارد claude bernard ، إنه يقف موقفا علومياً في كتابه (مدخل إلى دراسة الطب التجريبي).