حكايات من المقهى هى حكايات آسرة..هادئة…ودافئة…
تلقيت دعوة في إحدى الصباحات الشتوية الباردة من مقهى » فونيكولي فونيكولا » لتناول فنجان من القهوة اللذيذة الساخنة…يبدو أن صاحب المقهى علِم بأنني لا يمكنني أن أرتشف رشفة واحدة من القهوة الباردة أو الفاترة….
هناك جلست بإحدى الطاولات التي تنزوي بعيداً…ترقبت مدخل المقهى ساكنة في مقعدي ، تزوغ عيناي كلما دخل أحد الزبائن ، وقد تناهى إلى مسامعي صوت مُنطفئاً خافتاً يأمل في السفر عبر الزمن…!!
ثلاثة منهم أراد السفر إلى الماضي…
رجلٌ أراد أن يلتقي صديقه الذي توفي قبل اثنين وعشرين عاماً…
الابن الذي لم يتمكن من زيارة والدته المريضة بالمستشفى ولم يتمكن من حضور جنازتها..
والمحقق الذي لم تسمح له الأقدار بأن يهدي زوجته هدية عيد ميلادها وقد رحلت منذ ثلاثين عاماً…
والتقيت برجل أراد السفر إلى المستقبل ليلتقي بحبيبته التي لم يتزوجها…
مهلاً…كيف يمكن لهم السفر عبر الزمن ؟!…
يجلس المرء على كرسي ، وتبدأ الرحلة ما أن تنسكب القهوة في الفنجان وتنتهي قبل أن تبرد القهوة وثمة قواعد عليه أن يتبعها وإلا ….
سأدعك تعرف أنت ما ينتظر من يخالف القواعد…اتفقنا…
ولكن اعلم بأن مهما فعل أحدهم في الماضي لن يستطيع ان يغير شيئاً من الحاضر…
بالرغم من أن الحوارات التي دارت قبل أن تبرد القهوة لم تكن قصيرة أبداً وقد يُخيل إليك بأن القهوة لابد وقد بردت لكن لندعي بأنها قهوة سحرية مميزة وتمنحك من الوقت لكي تخبر أحدهم بما لم تتمكن من قوله وهو على قيد الحياة…
توقفت عند اجواء المقهى الهادئة الداكنة..المصابيح المُظللة تتدلى من السقف ، تترصد لك ثلاث ساعات مُعلقة على الجدار ، واحدة توقيتها منضبط في المنتصف بين ساعة متأخرة وأخرى متقدمة..كما لو كان ثلاثتهم يمثلون الحاضر الماضي..والمستقبل..
ومن لا ينتهي من المُهمة قبل أن تبرد القهوة يعود إلى الحاضر شبحاً..طيفاً…أجل فكل من يعلق بالماضي هو كذلك…
ستدرك بنهاية المطاف.. بأنه على المرء مواجهة الماضي لكي يستطيع المُضي قُدماً في الحياة…وبأن كل من تواجد يوماً في حياتنا ، وكان سبباً في إسعادنا… علينا أن نعده بعد أن يُفارق الحياة… بأننا سنسمح لأنفسنا يوماً بأن نكون سعداء….
وأخيراً..أنا قد علمت من سألتقي عندما أسافر عبر الزمن إلى الماضي ، فهل سارعت أنت الآخر وتذكر من ستقابل قبل أن تبرد القهوة….
Vestibulum curae torquent diam diam commodo parturient penatibus nunc dui adipiscing convallis bulum parturient suspendisse parturient a.Parturient in parturient scelerisque nibh lectus quam a natoque adipiscing a vestibulum hendrerit et pharetra fames nunc natoque dui.