هل فعلها
10.00 د.ت
هل فعلها؟ » و »ليبوريلا »: قصّتان بديعتان للكاتب النمساوي ستيفان زفايغ، تكشفان عن الروابط الخفيّة بين الإنسانيّ والحيوانيّ وتضعان الإنسان وجهًا لوجه مع حقيقته الباطنة..
الكتاب عبارة عن قصتان قصيرتان وهذا ما يميزها وتستحق القراءة لانها تكشف عن الروابط الخفية بين الإنساني والحيواني وتضعان الانسان وجهاً لوجه مع حقيقته الباطنة..
القصتان عكس بعضهم ففي الاولى علاقة الكلب بصاحبه الذي يهتم به ويريد رضاه والثانية علاقة المرأة بسيدها التي ترضخ له كأنها كلب يسعى لارضاءه.
اقتباس| “أرجوكِ أخبريني ما سبب تغير سيدي والآخرين تجاهي؟ ما الأمر المرعب الذي يدبرونه ضدي في هذا المنزل ؟ ساعديني .. أخبريني ماذا عليَّ أن أفعل؟”
القصة الأولى |هل فعلها؟
تدور احداثها في الريف الانجليزي فهنا يوجد جريمة قتل لا يعرف قاتلها !! والغريب هنا أن بطل القصة كلب مدلل جداً وهذا الدلال المفرط كما نعلم يؤدي إلى الغرور واللامبالاة والتكبر إلا انه يصاب بخيبة أمل عندما يُهمش من قبل صاحبه الذي كان يهتم به، فهنا تنقلب غطرسة وكبرياء الكلب إلى طغيان واستبداد.. فما هي الاسباب المؤدية لهذا الانقلاب؟ وماهو الشي الذي جعل صاحب الكلب ينسى وجوده ؟ كل ذلك ستعرفونه عند قراءتكم لهذه القصة.
هل قعلها؟ من 49 صفحة وهي عن الدلال والاهتمام المفرط وما يقابلها من الغيرة المرضية و التهميش .. سردت بإسلوب مباشر حيث تمتزج هنا مشاعر مليئة بالدهشة فتتحول لمشاعر اقرب للإنسانية مغلفة بالغيرة المؤدية للغضب، الانتقام، الوحشية ، الاجرام والتخطيط.. وكما كُتب في الرواية ان هذا الصراع قد ينزل المرء إلى مرتبة الحيوان في سلوكه الغريزي وقد يلبس الكلب ثوب التناقض الإنساني.
ابدع زفايغ في عنصر التشويق جداً و ابدع في الوصف المكاني ووصف شخوص روايته خاصة الكلب الذي جعلني اتعاطف معه تارة واكرهه تارة اخرى و استطاع ان يدخلني اعماق ذهن كلب بمشاعره، توسلاته،كسره، حزنه وخبثه فكل هذه المشاعر ترجمت بعينيه لانه عاجز عن التعبير بالكلام وهذا شعور مؤلم.
اول قصة اقرائها يكون بطلها كلب هو وحده ستيفان زفايغ القادر على وصف هذه الغيرة المؤدية للانتقام في نفس ذلك الكلب واظهار الجزء الوحشي من هذه المشاعر وايصالها إلينا بكل مافي احداثها من توتر.
القصةالثانية | ليبوريلا
تدور أحداثها في أحد الوديان بالنمسا وهنا أيضا جريمة قتل مخفية التفاصيل وهي عن سيدة في العقد الرابع من العمر ولدت من علاقة غير شرعية تربت في كنيسة وعملت في الخدمة المنزلية .. قبيحة جداً و تفتقر لأي لمحة انثويه، بطيئة الفهم ذو ملامح جافة وقاسية فهنا فقدان ومحو للشخصية الانسانية تنتقل من دور الجمود والصرامة لتتغير تدريجيا لتصبح اكثر اهتماما بنفسها بعد عشقها لسيدها.. ماذا فعلت ليبوريلا لرضاء سيدها ؟ وماذا يعني اسم ليبوريلا الذي كان مناسباً لها وتجهل معناه؟
القصة الثانية لا تقل جمالا وتشويقاً عن القصة الاولى و لا تتجاوز عدد صفحاتها ٣٨ صفحة ..
ابدع الكاتب في احداث الرواية وبهرت بوصف شخصية ليبوريلا وتفاصيل ملامحها القاسية ..فعلا انه عبقري ذلك الزيفايغ الذي يجيد ويبدع في الوصف والتشبيهات .
قصص جميلة قراءتها سريعة وتنتهي بجلسة وارشح لقراءتها.
.
ملاحظة| هذه المراجعة تعبر عن وجهة نظري الشخصية لربما اختلف أو اشارك في تقيمي مع شخص ما..فما يعجبني قد لا يعجبك فهي وجهات من منظور شخصي لكل منا..
Vous devez être connecté pour publier un avis.
Avis
Il n’y a pas encore d’avis.