من حدثٍ فارقٍ عرفته تونس، هو تضمين “حرية الضمير” و”تحجير التكفير” في دستورها، يعودُ بنا الجامعيّ والروائيّ شكري المبخوت إلى صفحات في تاريخ تونس لم يقع استنطاقها جيّدًا، هي بلا مواربة محطات التكفير الكبرى التي شهدها القرن الماضي، محطاتٌ كان أبطالها “تنويريّين” في مواجهة “إكليروس ديني”، كان بشكل أو بآخر يمثّلُ قلاع الردّة في مواجهة مشاريع تحديثيّة، رافقت محطات التحرير السياسي الكبرى.
فمن الشيخ عبد العزيز الثعالبي، مرورًا بالطاهر الحدّاد، وانتهاءً بالزعيم الحبيب بورقيبة، يستنطقُ صاحب جائزتي البوكر والملك فيصل، في هذا الجزء الأوّل من ثلاثيته الموسومة بـ”تاريخ التكفير في تونس” والصادرة عن دار “مسكلياني” لصاحبها الكاتب شوقي العنيزي، محطات “الاشتباك” الكبرى، بين فكرين متضادّين، بروافدهما المختلفة -التي تنهلُ هي الأخرى من مشارب وثقافات متصادمة إن لم نقل تعيشُ حالة قطيعة معرفية شائكة- وضعا “التكفير” في مواجهة مفتوحة مع “التفكير” أو “الجمودُ” في مواجهة “الانفتاح” أو أيضًا “الاسفار التي تحملها البغال” في مواجهة “قطار التحديث السريع”.
Avis
Il n’y a pas encore d’avis.