لـ: أنطونيو سكارميتا
ترجمة: صالح علماني
« أعطني إستعارة كي أموت مطمئناً يا فتى »
الوجود كله حالة لا نهائية متواصلة من الكتابة و المحو . تخُط الحياة حروفها بأعمارنا، أيامنا الهادئة، الصاخبة، الباهتة، الملونة .. مجموعة التفاصيل التي تنتظم لتجسد حياتنا ، مُعرضة بأي لحظة لضربة ممحاة! هذه الرواية حفلة راقصة ، حفلة للموت والحياة، حفلة للصُدف والحب ، وحفلة للفشل والخيبة أيضاً !
« إذا لم تكن الحياة جميلة فهي محتملة على الأقل »
« يجب على المرء أن يعرف كيف يخسر . أن المهزومين يحيون المنتصرين »
حكاية بين شاعر ومحب للشعر يتلقف المفردات ليغزلها في قصيدة. يتقرب ساعي البريد ماريو من الشاعر بابلو نيرودا ، طامعاً في الحصول على إهداء يخطه نيرودا على واجهة روايته الغير مكتملة! تتقدم الأحداث بخفة وبساطة فتتكون علاقة صداقة بين نيرودا وساعي البريد الذي يستفيد بدوره من خبرة نيرودا في الشعر خصوصاً والحياة عموماً. فما الحياة غير مجموعة إستعارات برأي الشاعر !
« القطارات التي تقود إلى الجنة ليست محلية على الدوام، وهي تعلق في محطات رطبة وخانقة. والقطارات الوحيدة السريعة هي تلك التي تسافر إلى الجحيم »
يظفر ماريو بما يُريد مع ما لا يُريد أيضاً! يتزوج حبيته ويعيشان معاً في بيت والدتها التي تشبه الصفة السائدة والمتداولة للعمات .. يتراشقان بالكلمات في أحيان كثيرة أو بأشياء أخرى في بعض الأحيان !
يُشدد ماريو على قيمة الكلمات و ضرورة التركيز على طريقة نطقها التي تعكس بدورها شيء من معنى الكلمة..
« المسألة هي أنك لا تقرئين الكلمات وانما تلتهمينها التهاماً يا سيدتي . لابد من تذوق الكلمات . على المرء أن يتركها تذوب في فمه »
بينما ترى عمته أن الكلمات فارغة المحتوى والفعل. هي مجرد العاب نارية !
« لا يوجد وراء الكلمات أي شي، إنها مجرد العاب نارية تتلاشى في الهواء »
« ليس هناك مخدر أسوء من الكلام »
نعود إلى نيرودا الذي ينال جائزة نوبل في الآداب وكالمعتاد لابد من إلقاء خطاب عاطفي عن الأمل والنجاح … لا أعرف أن كان هو نفسه مقتنعًا فيه!
« ما يتوجب علي في المحصلة أن أقوله لجميع البشر ذوى النوايا الطيبة ، للعمال ، للشعراء ، هو أن المستقبل الكامل قد تضمنته تلك العبارة لرامبو : بالصبر المتأجج فقط سنقتحم المدن الرائعة التي تمنح النور والعدالة والكرامة لجميع بني البشر . وبهذا لا يكون الشعر قد غنى هباء »
بعدها يُصاب ملك الإستعارات بحمى تعتصر روحه شيئاً فشيئاً ..
« بماذا تشعريا دون بالو ؟
– أشعر بأني أحتضر . وباستثناء ذلك ليس هناك ما هو خطير »
إلى أن تجف!
« أرجع إلى البحر مدثراً بالسماء
الصمت بين موجة وأخرى
يفرض حيرة حرجة :
تموت الحياة ، تستكين الدماء
إلى أن تنشق الحركة الجديدة
ويدوي صوت الأبدية . »
…………..
« لا أحب البيت دون سقف، ولا النافذة دون زجاج. لا أحب النهار دون عمل والليل دون حلم… »
« الشيء الحقيقي الوحيد هو أننا نتنفس ونوقف عن التنفس »
« الناس محقون حين يقولون أن الإنتقام هو متعة الآلهة »
« الشعر ليس ملك من يكتبه، وإنما ملك من يستخدمه »
Avis
Il n’y a pas encore d’avis.