تخظ الحروف على صفحات هذه الأوراق البيضاء لتترابط وتنسج معنى ينساق إلى مقلتيك صديقي، لتنير دربك وتثري تجربتك وتروي عطشك لكل فكرة جديدة أو متجددة. هذه الحروف المترابطة بسلاسة تكوّن الكلمات التي لطالما نطقناها بغير وعي لأننا تعلمنا النطق بمجهود كبير في الصغر ثم تحول هذا الأمر إلى آلية تلقائية لا تستحق مجهودا كبيرا، تعلمنا في البداية الحروف والكلمات مجردة قبل أن تلتصق بها المعاني، فالطفل الصغير لا يدرك معاني الكلمات التي ينطقها حتى يبلغ درجة وعي معينة تسمح له بفك شفرة تلك الحروف المترابطة والمقاطع المتلاصقة.
يتدرج الإنسان بعد ذلك في سلم الإدراك فيثري معجمه اللغوي بشتى الكلمات ومختلف اللغات ويكتسب السلاسة في القول والحوار والنقاش حتى يبيت الكلام فعلا غير مراقب وهنا يكمن سر ما سأتناوله في هذا الكتاب، فالكلمات التي تصدر منا بلا رقيب لديها أثر بالغ نتناوله من عدة جوانب حتى نعمل معا على تأطير كلماتنا واستعمال كل منها بالشكل الأنسب والطريقة الأجدى لنجعلها مصدر سعادة أبدية وحبل ود يربطنا بالله، وبأنفسنا وبالآخرين.
سنكتشف أسرار السعادة عبر الكلمة، بإدخال بعض العادات الكلامية الجديدة في حياتنا.
Avis
Il n’y a pas encore d’avis.