و مانيلا هي مدينة المتناقضات، من الفقر المدقع إلى الثراء الفاحش، و من الملاجئ القصديرية إلى ناطحات السحاب. يوحد بين الجميع طبق الأرز و أشياء أخرى، منها احترام الطبيعة. بعضهم ظل على وثنيته، و اخرون اعتنقو المسيحية عن القساوسة و المبشرين الإسبان، و حافظت كنائسهم على طابعها الباروكي مثلما حافظت أسوار المدينة العتيقة على الطراز المحلي، بالسطوح المقرمدة و الأرضية المبلطة و العربات المجرورة بالخيل لغرض سياحي في جو هادئ و فضاء نظيف. وفي قلب العاصمة تنتصب الكاتدرائية شامخة أمام الساحة العامة بحاملة الأجراس ذات الساعة المعلقة و بواجهة المدخل بأبوابه الثلاثة و تماثيله الأربعة المتميزة ببياضها عن خلفيتها الداكنة. و ربما من الانشداد الديني تعلق الفيليبينيون منذ الصغر بالغناء و أحبوا البيانو و القيثارة، كما تعلقوا في الكبر بعراك الديكة طمعا في كسب الرهان بالملايين، و كأنها الفرصة الوحيدة للتخلص من البؤس الوراثي. رأيته في المقابر المسكونة حيث يفترش المهمشون قبور أسلافهم أو قبور غيرهم الفاخرة و قد جعلوا عليها طابقا علويا و سقوفا و أبوابا و أثثوها على الاقل بمروحة و تلفاز. و هكذا لا يكاد يظهر الفرق بين مدينتي الاموات و الأحياء المتداخلتين في كنف الانس و الرحمة.
Vestibulum curae torquent diam diam commodo parturient penatibus nunc dui adipiscing convallis bulum parturient suspendisse parturient a.Parturient in parturient scelerisque nibh lectus quam a natoque adipiscing a vestibulum hendrerit et pharetra fames nunc natoque dui.
Avis
Il n’y a pas encore d’avis.