تختلف أسماء الحب بإختلاف درجاته، وتتدرج في العربية من الهوى إلى الهيام، لكن كثرة هاته التسميات تتناقض مع قلة تجلياته التي تكاد تنحصر في حب الرجل للمرأة.
وسواء قذفه الله في قلوبنا كما قال » علي بن ابي طالب » ، أو غرسه فينا « كيوبيد » بسهم، فإن القاسم المشترك في الحالتين هو عمى الحب.. فعلي يضيف : « فلا تسأل محباً لماذا أحببت »، و-« كيوبيد » يصور دائماً في هيئة طفل قليل الحظ بقوس وجناحين ، وأحياناً كطفل أعمى، كرمز لعمى الحب ، أو كدلالة على غياب دوافع منطقية له، فللحب أسراره التي قد تخفى حتى عن المحبين أنفسهم، أو ربما كبرهان على حجب الحب لعيوب الحبيب ، وهو ما يؤكده « عبد العزيز العروي » بقوله « القلب كيف يحب ، يحب عقرب ».
وسواء كان الحب بصيراً أو ضريراً، وسواء تجلت لنا اسبابه أم خفيت، فإن قصصه تتخلل أيامنا وتجتاحها، فلا يكاد يخلو منها يوم واحد، ولا من الشعور بهذا الاحساس العظيم الذي يملأ حياتنا ويعطي لاستمرارها والتشبث بها سبباً، فاتبعوا سببا.
…تعالوا نعيد إكتشاف أوجه للحب غابت عن بصيرتنا، فلم تعد تراها أبصارنا.
Avis
Il n’y a pas encore d’avis.